الرئيسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
غزة-دنيا الوطن
بعد تحضيرات وجهود حثيثة استمرت لسنوات، تفتح في أيلول المقبل أول أكاديمية للدراما في فلسطين أبوابها أمام الشباب الفلسطيني ذوي الموهبة والقدرة على التمثيل ومن لديهم الرغبة في التخصص في إحدى مجالات الدراما، للحصول على شهادة معترف بها.
وتحول الحلم الذي راود المخرج والممثل المسرحي ومدير عام مسرح القصبة، جورج إبراهيم، إلى حقيقة مع توقيع مسرح وسينماتك القصبة لاتفاقية مع جامعة فولكوانج الألمانية لتأسيس أول أكاديمية للدراما في فلسطين يوم الأربعاء الماضي.
وجرى حفل ومراسم توقيع الاتفاقية في مقر مسرح وسينماتك القصبة في رام الله بحضور رئيس جامعة فولكوانج البروفيسور يوهانس كلاوس ورئيس مجلس إدارة القصبة مهدي المصري، ومدير عام القصبة جورج إبراهيم، ورئيس المجلس الأعلى للتربية والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية السيد يحيى يخلف، وممثلين عن المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية والمؤسسات الشريكة والداعمة للقصبة وعدد من رجال الثقافة والإعلام.
إنجاز كبير:
وعبر جورج إبراهيم عن سعادته الغامرة لتحقق الانجاز الكبير الذي يضاف إلى انجازات القصبة، مشيراً إلى أن التحضير لهذا الانجاز استمر عدة سنوات.
وأشار جورج إبراهيم إلى أن هذه الخطوة هي الأولى لإعطاء الشباب الفلسطيني المزيد من العلم والمعرفة والخبرة في مجال المسرح والدراما، نظرا لافتقار الوطن لمعاهد متخصصة مما يدفع الكثير منهم لدراسته في الخارج، مؤكدا أهمية الأكاديمية في إرساء القواعد السليمة لتأسيس مسرح فلسطيني يلبي الطموحات.
ولم يخف صعوبة البداية لأن الناس غير معتادة على دراسة التمثيل واتخاذه كمهنة. وأضاف: سنتوجه إلى المدارس الثانوية لطرح الفكرة على الطلاب، وسنختار في المرحلة الأولى 20 طالباً أو أكثر تعقد لهم دورات تمتد لمدة شهر ثم نعقد لهم امتحاناً لنختار منهم 12 طالباً.
وتستمر الدراسة في الأكاديمية ثلاث سنوات يحصل الخريج بعدها على شهادة معترف بها من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وجامعة فولكوانج الألمانية وجامعات أوروبا المختلفة.
وأكد جورج إبراهيم أن الأكاديمية ستقدم مستوى أوروبي للتعليم، مما يتيح للطلبة إمكانية إكمال دراستهم في الجامعات الأوروبية والأمريكية.
تعاون فلسطيني-ألماني:
وسيتولى مهمة التدريس في الأكاديمية عدد من الأكاديميين الفلسطينيين بالشراكة والتعاون مع جامعة فولكوانج الألمانية وعدد من الأكاديميين الأوروبيين.
وعبر يوهانس كلاوس عن سعادته بتوقيع الاتفاقية، متمنياً النجاح للمشروع بجهود كلا الطرفين. وقال كلاوس: 'جامعة فولكوانج فخورة بتوقيع اتفاقية لتأسيس أول أكاديمية للدراما وفخورة بالتعاون مع مسرح وسينماتك القصبة لتحقيق هذا الانجاز'.
وأضاف: 'من المهم جداً أن نساعدكم في إنشاء أكاديمية للدراما والتمثيل في فلسطين لأن التمثيل يعد جزءاً من الديمقراطية والحياة الاجتماعية. شرف عظيم لي ولجامعتي أن نساعدكم في هذا الاتجاه'.
وتعتبر جامعة فولكوانج الألمانية إحدى الجامعات العالمية العريقة والمتخصصة بفنون الدراما والمسرح، وستضع كافة إمكانياتها ودعمها الفني والأكاديمي المتطور في خدمة أكاديمية الدراما الأولى في فلسطين.
انتقال من العفوية في التخطيط إلى التخطيط الواعي:
من جهته، أكد يحيى يخلف أهمية هذا الحدث لأنه يثبت أن الفلسطينيين يحبون الحياة، ويعكس تصميم المجتمع الدولي وفي مقدمته جامعة فولكوانج في ألمانيا على دعم الدراما والمسرح الفلسطيني، وتنشيط الآداب والفنون وخلق جيل مؤهل للعمل في هذا الميدان وذلك للتواصل مع ثقافات العالم وتحويل الدراما إلى مدرسة تنشر المتعة والتنوع الثقافي.
وأضاف يخلف: 'هذا المشروع هدف أساسي من أهدافنا، وهناك خطة أكاديمية تعد مع 'اليونسكو' لتكون الأكاديمية من أبرز الموضوعات والأولويات في مجال الاحتياجات في الثقافة الفلسطينية للانتقال من العفوية في التخطيط إلى التخطيط الواعي الذي يعتبر الثقافة قوة معززة'، مثمناً الدور الكبير الذي لعبه مسرح وسينماتك القصبة والجامعة والجهة المانحة والأخلاقيات الثقافية العالمية الداعمة لهويتنا وثقافتنا الفلسطينية
حلم يتحقق:
وعبر رواد المسرح الفلسطيني والعاملين في مجال المسرح عن فرحتهم بتحقق حلم إنشاء أكاديمية تعنى بتعليم الدراما والمسرح.
وقال المسرحي أكرم المالكي: 'في العام 1975 عندما ذهبت لدراسة المسرح، كان هناك مشروع لإقامة كلية الفنون في جامعة بيرزيت. تخرجت وما زلت حتى اللحظة أنتظر وجود كلية للفنون والمسرح... الآن وبعد أكثر من ثلاثين عاماً تحقق الحلم'.
وأضاف المالكي: 'هذا حلم ضروري وأساسي من أجل رفد الحياة الفلسطينية بفنانين من أجل إبراز الوجه الحضاري لشعبنا الفلسطيني وبمدرسين فن ودراما متخصصين من أجل إثراء الحياة الثقافية بجوانبها المختلفة'.
وأشار المالكي إلى أن 'أحد الإشكاليات لعدم وجود جمهور فني ودرامي دائم ونامي هو عدم التأسيس منذ البدايات'، مؤكداً أن أكاديمية الدراما ستلعب دوراً في حل هذه الإشكالية بحيث يصبح الفن عموماً والدراما خصوصاً حاجة وعادة محببة للناس.
بدورها وصفت الممثلة المسرحية منال عوض تأسيس أكاديمية للدراما بـ' الخطوة المهمة'. وقالت: 'نحن بحاجة ماسة لأكاديمية تؤسس مخرجين وفنانين وكل ما يتعلق بالمسرح لأننا نعاني من نقص حاد في هذا المجال'.
وتحدثت عوض عن حجم المعاناة التي تعرض لها رواد المسرح الفلسطيني الذين درسوا في الخارج، مؤكدة أن وجود مدرسة لتعليم المسرح ستوفر على عشاق المسرح مشاق السفر وتسهم في تأسيس كوادر واعدة وجمهور متزايد.
وتوقعت عوض أن يكون الإقبال على التسجيل في الأكاديمية كبيراً لأن هناك الكثير من الشباب يرغبون بدراسة الفن والمسرح وسيجدون في الأكاديمية المكان الصحيح لتنمية قدراتهم ومواهبهم وتوجيهها بالطريق الصحيح، مشددة على دور الأكاديمية في نشر ثقافة المسرح في المجتمع.
الدراما في المدارس:
من جهة أخرى، أكدت الإعلامية الشابة والمهتمة في مجال المسرح، ناتالي قشوع، أن الأكاديمية ستتيح الفرصة أمام الراغبين في تعلم المسرح للالتحاق بها بدل أن يضطر للسفر إلى الخارج. ودعت قشوع إلى ضرورة تعليم مادة الدراما كمنهاج في المدارس الأمر الذي يسهم في اكتشاف المواهب وصقلها وتشجيعها من الصفر.
وقالت قشوع: 'الدراما والمسرح وسائل لعكس الواقع والحقيقة النسبية، والمجتمع الفلسطيني يمر في مشاكل متعددة منها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية بسبب الاحتلال والاختلافات بين الفصائل السياسية، وبما أنه يصعب على الفلسطيني الانتقاد بشكل مباشر فان الدراما والمسرح تعتبر وسيلة غنية للانتقاد وتصحيح الخطأ وإسقاط الضوء على الأخطاء الموروثة في المجتمع.'
وأوضحت أن المسرح يعتبر وسيلة لرفع روح الإبداع والفن في المجتمع وإعطاء الفرصة للفنانين والشباب للوصول وتفريغ ما بداخلهم من أفكار ومشاعر وانتقادات.
وأضافت قشوع: 'بالنسبة لموضوع التمثيل وبحكم تعاملي مع العديد من الفنانين الفلسطينيين، فإن المجتمع الفلسطيني لا ينظر للتمثيل كمهنة بل هواية وممارسة بجانب وظيفة أو مهنة أخرى'.
وأكدت أن الأكاديمية ستعمل على تحطيم الصورة النمطية الراسخة في عقول الناس عن المسرح والتمثيل، داعية الناس إلى تشجيع الفن والمسرح والإبداعات الشخصية.
إقبال مميز:
وسارع العشرات من الشباب الفلسطيني لتقديم أوراقهم وتعبئة الاستمارة الخاصة بالالتحاق بالأكاديمية.
وأفاد الشاب رياض أبو سمرة من الخليل، والذي تقدم بطلب للالتحاق بالأكاديمية، بأن لديه هواية وطاقة مفعمة للتمثيل بدأت داخل المدرسة وتتطورت الأمور في الجامعة، ولكنه لم يجد المكان الملائم لتنمية موهبته وصقلها.
وأشار أبو سمرة إلى أنه سارع إلى التقدم والتسجيل في الأكاديمية، معبراً عن فرحته بتوقيع الاتفاقية بين مسرح وسينماتك القصبة وجامعة فولكوانج.
وفي رده على سؤال حول تشجيع البيئة المحيطة له للالتحاق بأكاديمية الدراما قال أبو سمرة: 'البيئة لا تشجع على اتخاذ التمثيل كمهنة ولكن الإنسان عندما يؤمن بشيء لن يتأثر بصورة كبيرة خاصة إذا كان يحقق أشياء جديدة وكل شيء جديد محارب'.
وأضاف: 'طريق الألف ميل تبدأ بخطوة ونحن بدأنا بهذه الخطورة، فتأسيس الأكاديمية يعتبر إنجاز كبير لوطن محتل'.
من جهتها، قالت الشابة سلوى البابا من رام الله التي تقدمت بطلب للالتحاق بالأكاديمية، إن طموحها منذ أن أنهت دراستها الثانوية كان دراسة الدراما والفنون الأدائية، ولكن لعدم توفر هذا الشيء فإنها التحقت بإحدى المعاهد وتخصصت في مجال العلاج الطبيعي.
وقالت البابا: 'التحاقي بالأكاديمية سيعمل على تنمية مواهبي وتوجيهها بالاتجاه الصحيح، وذلك لأن المسرح يتيح المجال للتعبير وطموحي هو أن أتعلم المسرح في الطريقة الأكاديمية الصحيحة وأن أحترف التمثيل المسرحي'.
وأشارت البابا إلى أن عائلتها تشجعها على الالتحاق بالأكاديمية، بينما يرفض المجتمع المحيط فكرة اتخاذ المسرح كمهنة معللين ذلك بأنه لا يوفر لقمة العيش.
وحول هدفها من تعلم المسرح قالت: 'الكل يدافع عن القضية الفلسطينية أما عن طريق السياسة أو عن طريق السلاح، أما أنا فأريد التعبير عن قضيتي لكل العالم من خلال المسرح'. وأكدت البابا أن ثقتها عالية وكبيرة وأنها ستبذل كل جهدها لتجتاز الاختبارات وتلتحق بالأكاديمية.
مجال جديد:
وحول رأي طلاب المدارس الثانوية بتأسيس أول معهد للدراما في فلسطين، قال الطالب جورجي عناب: 'فكرة جميلة وبحاجة لدعم وتعزيز...باعتقادي ستكون واحدة من أهم المجالات لأن الفلسطينيون لديهم الطاقات والمواهب'.
وأفاد عناب بأنه كان يرغب بدراسة الدراما أو السيرك في الخارج، ولكن ما دام أن الشيء توفر في فلسطين فلن يضطر للسفر.
أما الطالبة نورما الأعرج فقالت: 'وجود أكاديمية للدراما أمر يدعمنا كطلبة لأن هناك الكثير من الطلاب لديهم حب للمسرح وعندما لا يتوفر المكان الملائم لدراسة المسرح نضطر للتخلي عن حلمنا أو سافر إلى الخارج.'
وأشارت الأعرج إلى أنها تحب التمثيل من الصغر وشاركت بمقاطع مسرحية في غرفة المدرسة ولكنها لم تجد التشجيع الكافي الأمر الذي دفعها إلى التوقف. وأضافت: 'معظم طلاب الثانوية لا يملكون خيارات كثيرة لاختيار دراستهم الجامعية ونحن بحاجة لمجالات جديدة مثل أكاديمية الدراما'.
من جهته، قال الطالب أحمد كامل أنه سعيد جداً بتأسيس أكاديمية لتعليم المسرح والدراما في فلسطين لأنه يفكر بجدية ولديه الرغبة في دراسة المسرح بعد أن ينهي المدرسة. وتساءل الطالب كامل عن عدم وجود منهاج دراما في المنهاج الفلسطيني، معتبراً أن ذلك 'شيء مهم وضروري'.
ومن الجدير ذكره أن أكاديمية الدراما ستستقبل طلبات الانتساب من خريجي المدارس الثانوية ابتداءاً من اليوم وحتى تاريخ الأول من أيار/مايو2009. وعقب ذلك سيقوم القائمون على الأكاديمية بدعوة المنتسبين للمشاركة في ورشة مسرحية لاختيار المناسب منهم وإعداده لتقديم امتحان القبول الذي سيشرف عليه أكاديميين من ألمانيا جنباً إلى جنب مع الأكاديميين الفلسطينيين.
وتبلغ مدة التدريس في الأكاديمية ثلاث سنوات يدرس فيها الطالب خمسة أيام في الأسبوع بدوام كامل ويقدم بعدها امتحانات آخر السنة في شهر آب من كل عام.
غزة-دنيا الوطن
بعد تحضيرات وجهود حثيثة استمرت لسنوات، تفتح في أيلول المقبل أول أكاديمية للدراما في فلسطين أبوابها أمام الشباب الفلسطيني ذوي الموهبة والقدرة على التمثيل ومن لديهم الرغبة في التخصص في إحدى مجالات الدراما، للحصول على شهادة معترف بها.
وتحول الحلم الذي راود المخرج والممثل المسرحي ومدير عام مسرح القصبة، جورج إبراهيم، إلى حقيقة مع توقيع مسرح وسينماتك القصبة لاتفاقية مع جامعة فولكوانج الألمانية لتأسيس أول أكاديمية للدراما في فلسطين يوم الأربعاء الماضي.
وجرى حفل ومراسم توقيع الاتفاقية في مقر مسرح وسينماتك القصبة في رام الله بحضور رئيس جامعة فولكوانج البروفيسور يوهانس كلاوس ورئيس مجلس إدارة القصبة مهدي المصري، ومدير عام القصبة جورج إبراهيم، ورئيس المجلس الأعلى للتربية والثقافة في منظمة التحرير الفلسطينية السيد يحيى يخلف، وممثلين عن المؤسسات الثقافية والفنية الفلسطينية والمؤسسات الشريكة والداعمة للقصبة وعدد من رجال الثقافة والإعلام.
إنجاز كبير:
وعبر جورج إبراهيم عن سعادته الغامرة لتحقق الانجاز الكبير الذي يضاف إلى انجازات القصبة، مشيراً إلى أن التحضير لهذا الانجاز استمر عدة سنوات.
وأشار جورج إبراهيم إلى أن هذه الخطوة هي الأولى لإعطاء الشباب الفلسطيني المزيد من العلم والمعرفة والخبرة في مجال المسرح والدراما، نظرا لافتقار الوطن لمعاهد متخصصة مما يدفع الكثير منهم لدراسته في الخارج، مؤكدا أهمية الأكاديمية في إرساء القواعد السليمة لتأسيس مسرح فلسطيني يلبي الطموحات.
ولم يخف صعوبة البداية لأن الناس غير معتادة على دراسة التمثيل واتخاذه كمهنة. وأضاف: سنتوجه إلى المدارس الثانوية لطرح الفكرة على الطلاب، وسنختار في المرحلة الأولى 20 طالباً أو أكثر تعقد لهم دورات تمتد لمدة شهر ثم نعقد لهم امتحاناً لنختار منهم 12 طالباً.
وتستمر الدراسة في الأكاديمية ثلاث سنوات يحصل الخريج بعدها على شهادة معترف بها من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية وجامعة فولكوانج الألمانية وجامعات أوروبا المختلفة.
وأكد جورج إبراهيم أن الأكاديمية ستقدم مستوى أوروبي للتعليم، مما يتيح للطلبة إمكانية إكمال دراستهم في الجامعات الأوروبية والأمريكية.
تعاون فلسطيني-ألماني:
وسيتولى مهمة التدريس في الأكاديمية عدد من الأكاديميين الفلسطينيين بالشراكة والتعاون مع جامعة فولكوانج الألمانية وعدد من الأكاديميين الأوروبيين.
وعبر يوهانس كلاوس عن سعادته بتوقيع الاتفاقية، متمنياً النجاح للمشروع بجهود كلا الطرفين. وقال كلاوس: 'جامعة فولكوانج فخورة بتوقيع اتفاقية لتأسيس أول أكاديمية للدراما وفخورة بالتعاون مع مسرح وسينماتك القصبة لتحقيق هذا الانجاز'.
وأضاف: 'من المهم جداً أن نساعدكم في إنشاء أكاديمية للدراما والتمثيل في فلسطين لأن التمثيل يعد جزءاً من الديمقراطية والحياة الاجتماعية. شرف عظيم لي ولجامعتي أن نساعدكم في هذا الاتجاه'.
وتعتبر جامعة فولكوانج الألمانية إحدى الجامعات العالمية العريقة والمتخصصة بفنون الدراما والمسرح، وستضع كافة إمكانياتها ودعمها الفني والأكاديمي المتطور في خدمة أكاديمية الدراما الأولى في فلسطين.
انتقال من العفوية في التخطيط إلى التخطيط الواعي:
من جهته، أكد يحيى يخلف أهمية هذا الحدث لأنه يثبت أن الفلسطينيين يحبون الحياة، ويعكس تصميم المجتمع الدولي وفي مقدمته جامعة فولكوانج في ألمانيا على دعم الدراما والمسرح الفلسطيني، وتنشيط الآداب والفنون وخلق جيل مؤهل للعمل في هذا الميدان وذلك للتواصل مع ثقافات العالم وتحويل الدراما إلى مدرسة تنشر المتعة والتنوع الثقافي.
وأضاف يخلف: 'هذا المشروع هدف أساسي من أهدافنا، وهناك خطة أكاديمية تعد مع 'اليونسكو' لتكون الأكاديمية من أبرز الموضوعات والأولويات في مجال الاحتياجات في الثقافة الفلسطينية للانتقال من العفوية في التخطيط إلى التخطيط الواعي الذي يعتبر الثقافة قوة معززة'، مثمناً الدور الكبير الذي لعبه مسرح وسينماتك القصبة والجامعة والجهة المانحة والأخلاقيات الثقافية العالمية الداعمة لهويتنا وثقافتنا الفلسطينية
حلم يتحقق:
وعبر رواد المسرح الفلسطيني والعاملين في مجال المسرح عن فرحتهم بتحقق حلم إنشاء أكاديمية تعنى بتعليم الدراما والمسرح.
وقال المسرحي أكرم المالكي: 'في العام 1975 عندما ذهبت لدراسة المسرح، كان هناك مشروع لإقامة كلية الفنون في جامعة بيرزيت. تخرجت وما زلت حتى اللحظة أنتظر وجود كلية للفنون والمسرح... الآن وبعد أكثر من ثلاثين عاماً تحقق الحلم'.
وأضاف المالكي: 'هذا حلم ضروري وأساسي من أجل رفد الحياة الفلسطينية بفنانين من أجل إبراز الوجه الحضاري لشعبنا الفلسطيني وبمدرسين فن ودراما متخصصين من أجل إثراء الحياة الثقافية بجوانبها المختلفة'.
وأشار المالكي إلى أن 'أحد الإشكاليات لعدم وجود جمهور فني ودرامي دائم ونامي هو عدم التأسيس منذ البدايات'، مؤكداً أن أكاديمية الدراما ستلعب دوراً في حل هذه الإشكالية بحيث يصبح الفن عموماً والدراما خصوصاً حاجة وعادة محببة للناس.
بدورها وصفت الممثلة المسرحية منال عوض تأسيس أكاديمية للدراما بـ' الخطوة المهمة'. وقالت: 'نحن بحاجة ماسة لأكاديمية تؤسس مخرجين وفنانين وكل ما يتعلق بالمسرح لأننا نعاني من نقص حاد في هذا المجال'.
وتحدثت عوض عن حجم المعاناة التي تعرض لها رواد المسرح الفلسطيني الذين درسوا في الخارج، مؤكدة أن وجود مدرسة لتعليم المسرح ستوفر على عشاق المسرح مشاق السفر وتسهم في تأسيس كوادر واعدة وجمهور متزايد.
وتوقعت عوض أن يكون الإقبال على التسجيل في الأكاديمية كبيراً لأن هناك الكثير من الشباب يرغبون بدراسة الفن والمسرح وسيجدون في الأكاديمية المكان الصحيح لتنمية قدراتهم ومواهبهم وتوجيهها بالطريق الصحيح، مشددة على دور الأكاديمية في نشر ثقافة المسرح في المجتمع.
الدراما في المدارس:
من جهة أخرى، أكدت الإعلامية الشابة والمهتمة في مجال المسرح، ناتالي قشوع، أن الأكاديمية ستتيح الفرصة أمام الراغبين في تعلم المسرح للالتحاق بها بدل أن يضطر للسفر إلى الخارج. ودعت قشوع إلى ضرورة تعليم مادة الدراما كمنهاج في المدارس الأمر الذي يسهم في اكتشاف المواهب وصقلها وتشجيعها من الصفر.
وقالت قشوع: 'الدراما والمسرح وسائل لعكس الواقع والحقيقة النسبية، والمجتمع الفلسطيني يمر في مشاكل متعددة منها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والنفسية بسبب الاحتلال والاختلافات بين الفصائل السياسية، وبما أنه يصعب على الفلسطيني الانتقاد بشكل مباشر فان الدراما والمسرح تعتبر وسيلة غنية للانتقاد وتصحيح الخطأ وإسقاط الضوء على الأخطاء الموروثة في المجتمع.'
وأوضحت أن المسرح يعتبر وسيلة لرفع روح الإبداع والفن في المجتمع وإعطاء الفرصة للفنانين والشباب للوصول وتفريغ ما بداخلهم من أفكار ومشاعر وانتقادات.
وأضافت قشوع: 'بالنسبة لموضوع التمثيل وبحكم تعاملي مع العديد من الفنانين الفلسطينيين، فإن المجتمع الفلسطيني لا ينظر للتمثيل كمهنة بل هواية وممارسة بجانب وظيفة أو مهنة أخرى'.
وأكدت أن الأكاديمية ستعمل على تحطيم الصورة النمطية الراسخة في عقول الناس عن المسرح والتمثيل، داعية الناس إلى تشجيع الفن والمسرح والإبداعات الشخصية.
إقبال مميز:
وسارع العشرات من الشباب الفلسطيني لتقديم أوراقهم وتعبئة الاستمارة الخاصة بالالتحاق بالأكاديمية.
وأفاد الشاب رياض أبو سمرة من الخليل، والذي تقدم بطلب للالتحاق بالأكاديمية، بأن لديه هواية وطاقة مفعمة للتمثيل بدأت داخل المدرسة وتتطورت الأمور في الجامعة، ولكنه لم يجد المكان الملائم لتنمية موهبته وصقلها.
وأشار أبو سمرة إلى أنه سارع إلى التقدم والتسجيل في الأكاديمية، معبراً عن فرحته بتوقيع الاتفاقية بين مسرح وسينماتك القصبة وجامعة فولكوانج.
وفي رده على سؤال حول تشجيع البيئة المحيطة له للالتحاق بأكاديمية الدراما قال أبو سمرة: 'البيئة لا تشجع على اتخاذ التمثيل كمهنة ولكن الإنسان عندما يؤمن بشيء لن يتأثر بصورة كبيرة خاصة إذا كان يحقق أشياء جديدة وكل شيء جديد محارب'.
وأضاف: 'طريق الألف ميل تبدأ بخطوة ونحن بدأنا بهذه الخطورة، فتأسيس الأكاديمية يعتبر إنجاز كبير لوطن محتل'.
من جهتها، قالت الشابة سلوى البابا من رام الله التي تقدمت بطلب للالتحاق بالأكاديمية، إن طموحها منذ أن أنهت دراستها الثانوية كان دراسة الدراما والفنون الأدائية، ولكن لعدم توفر هذا الشيء فإنها التحقت بإحدى المعاهد وتخصصت في مجال العلاج الطبيعي.
وقالت البابا: 'التحاقي بالأكاديمية سيعمل على تنمية مواهبي وتوجيهها بالاتجاه الصحيح، وذلك لأن المسرح يتيح المجال للتعبير وطموحي هو أن أتعلم المسرح في الطريقة الأكاديمية الصحيحة وأن أحترف التمثيل المسرحي'.
وأشارت البابا إلى أن عائلتها تشجعها على الالتحاق بالأكاديمية، بينما يرفض المجتمع المحيط فكرة اتخاذ المسرح كمهنة معللين ذلك بأنه لا يوفر لقمة العيش.
وحول هدفها من تعلم المسرح قالت: 'الكل يدافع عن القضية الفلسطينية أما عن طريق السياسة أو عن طريق السلاح، أما أنا فأريد التعبير عن قضيتي لكل العالم من خلال المسرح'. وأكدت البابا أن ثقتها عالية وكبيرة وأنها ستبذل كل جهدها لتجتاز الاختبارات وتلتحق بالأكاديمية.
مجال جديد:
وحول رأي طلاب المدارس الثانوية بتأسيس أول معهد للدراما في فلسطين، قال الطالب جورجي عناب: 'فكرة جميلة وبحاجة لدعم وتعزيز...باعتقادي ستكون واحدة من أهم المجالات لأن الفلسطينيون لديهم الطاقات والمواهب'.
وأفاد عناب بأنه كان يرغب بدراسة الدراما أو السيرك في الخارج، ولكن ما دام أن الشيء توفر في فلسطين فلن يضطر للسفر.
أما الطالبة نورما الأعرج فقالت: 'وجود أكاديمية للدراما أمر يدعمنا كطلبة لأن هناك الكثير من الطلاب لديهم حب للمسرح وعندما لا يتوفر المكان الملائم لدراسة المسرح نضطر للتخلي عن حلمنا أو سافر إلى الخارج.'
وأشارت الأعرج إلى أنها تحب التمثيل من الصغر وشاركت بمقاطع مسرحية في غرفة المدرسة ولكنها لم تجد التشجيع الكافي الأمر الذي دفعها إلى التوقف. وأضافت: 'معظم طلاب الثانوية لا يملكون خيارات كثيرة لاختيار دراستهم الجامعية ونحن بحاجة لمجالات جديدة مثل أكاديمية الدراما'.
من جهته، قال الطالب أحمد كامل أنه سعيد جداً بتأسيس أكاديمية لتعليم المسرح والدراما في فلسطين لأنه يفكر بجدية ولديه الرغبة في دراسة المسرح بعد أن ينهي المدرسة. وتساءل الطالب كامل عن عدم وجود منهاج دراما في المنهاج الفلسطيني، معتبراً أن ذلك 'شيء مهم وضروري'.
ومن الجدير ذكره أن أكاديمية الدراما ستستقبل طلبات الانتساب من خريجي المدارس الثانوية ابتداءاً من اليوم وحتى تاريخ الأول من أيار/مايو2009. وعقب ذلك سيقوم القائمون على الأكاديمية بدعوة المنتسبين للمشاركة في ورشة مسرحية لاختيار المناسب منهم وإعداده لتقديم امتحان القبول الذي سيشرف عليه أكاديميين من ألمانيا جنباً إلى جنب مع الأكاديميين الفلسطينيين.
وتبلغ مدة التدريس في الأكاديمية ثلاث سنوات يدرس فيها الطالب خمسة أيام في الأسبوع بدوام كامل ويقدم بعدها امتحانات آخر السنة في شهر آب من كل عام.
